ترادف خَلقا، تجلى شأنا
مَثَلُك الأعلى ، وموجّهك. قدوتك ، ومعلّمك. أكثرهم علماً، لأجله تفنى. أكملهم صواباً، فوقهم يعلو. بشرٌ كالبشر، ولكنه أسمى.
بيده الأمر كله، أن ينفيك بعيداً، أو يقربك إليه. يمسك أبواب الجنان، أمّا الجحيم فعلى مصراعيه. بشرٌ كالبشر، ولكنك مكنّته عليك.
يكذب و يسرق. جبالٌ من الذنوب في عنُقه، فاشهدوا سرّه. يغتصب و يقتل، غيرَ مبالٍ بذنبه. بشرٌ كالبشر، و لازلت بأثره.
الوسيط، لتلك الجنان. لن تعبرها حتى يسمح لك. ليس وفق قانون، ولا حق.
زائغين
إنه لعالم كئيب. ولا يد لنا في أن نغير ذلك. لم تكن تلك مطلقا حربا يجب أن نخوضها. إذن، لم تسلّحنا حتى النخاع، مختبئين في خنادق خلف المتاريس آملين فوزًا مليئًا بالخسائر؟
عالم فانٍ. ولن يغير ذلك شيئا. ونحن كذلك. إذن، لم تهلك أطرافنا وتتكسر عظامنا متشبثين بمنحدرٍ هالكٍ لا محالة؟
جمعٌ حزين. ثروات متراكمة. ويبقى الجمع حزينًا
كشافٌ واحد. لا أحد سواه. ولا فرائس أيضا. ولا سبيل للفوز. “إنه الطريق الخاطئ.
منعزلاً معهم أم مجتمعاً وحدك؟
نحن نخاف الظُلمة. نحن نخاف الوحدة. لا نستطيع أن ننصت ﻷفكارنا، حيث كل تلك الضوضاء من حولنا تطغى عليها. لا يوجد الكثير من التغيير المتوقع عندما يصبح كل ما نقوم به هو أن نركض بلا وُجهة، مغمّين بلا مساعدة.
أفكارنا لم تعد تمت لنا بِصلة. معتقداتنا متأصّلة لمجموعة من الأفكار المتشاركة والمألوفة مع من حولنا والتي بدورها ليست وليدة أفكارنا، ولكنها من المتعارف عليه من حولنا ولم تعد قابلة للتعديل أو النقد
ألسنة كالألسنة
كيف ستكون الحياة إن كانت بلا حديث؟ ولماذا يتحدث البشر كثيراً؟ ما هذا الذي نضيف فيه أوقاتنا في الحديث؟ ولماذا لا نأخذ في الحسبان تلك القوة الكامنة في كلماتنا؟
كلمة واحدة قد تحمل في طياتها قوة كفيلة بأن تُذهب حياة شخص ما. كلمة واحدة قد تكون سبباً في أن يولد شخصا ما. كلمة واحدة قد تدوم ﻵلاف السنين، ليس في ذاكرة الناس فقط، بل أيضا في حياتهم.
أقوى سلاح للشيطان هو الحديث.
الانتماء
ههنا تقبع تلك الشجرة الخالدة، تتنفس على مر العصور. لا تحصي للأيام عدداً. تراقب تلك التغيرات الحادثة من حولها. تسجل عبارات على مر المراحل المختلفة للناس. في مختلف العصور والأزمنة.
أرى أولئك الناس، يتحزّبون ويقل عددهم في كل دقيقة، وقد مر العديد من الدقائق. حيث قد يقتل الناس بعضهم على أكثر الأشياء سخافة.
أرى أولئك الناس، يرسمون حدوداً بلا أي معنى مدعيين أحقيتهم بكل ما بداخلها، كأنّه طفل يلهو باستخدام عصاً يرسم بها على الارض.
ارتقاء
العديد منا لا يتطلب أكثر من وجبة واحدة يومياً وسريرٍ واحد ليهنئ بيوم يرتاح فيه بعد شقاء. أيضاً العديد منا يتوفر له أكثر من هذا بكثير. قليل فقط من يضع في الحسبان أن يوازن بين هذين المكيالين. بالرغم من هذا، التصدق بمقدار أكثر من - فقط - هامش قليل مما نملُك يعتبر سخاءً وفعلاً بطولياً. تماماً كالذي يطعم حيواناً في قفص قاذفاً إليه الطعام بحذر، ومن ثَمّ يجر يديه مسرعاً إلى الخارج.
من صُنعك أنت
قيمة المرء منّا مقترنة بما يفعله. ولكن قيمة العمل لا تكمن في النتيجة النهائية له. فالامر ككثير من الاشياء نسبيّ، فالبعض قد يعتبر فعلاً ما بطولياً، في حين يعتبره البعض الآخر فعلاً شريراً. فمن يحسم ذلك الامر، اذن؟
في تلك الرحلة الواهية اﻷبدية المسمّاه البحث عن السعادة المطلقة، العديد من الناس قد يقوم بما لا يود أن يفعله إذا أتيحت له رفاهية الاختيار. تلك الأفعال لها تأويلات عدة في كل مرة نظرت إليها من زاوية غير الأخرى.
أبِعدله أَم برحمته؟
يمكن للعدل أن يكون نسبياً باختلاف الزمان والمكان; قديماً كنّ النساء يُحرقن من أجل السحر، ومع ذلك كان هذا مقبولاً للعديد من الناس بأنه لا ظلم في هذا. قلّ عدد هؤلاء الـ"عديدون" شيئاً فشيئاً، إلى أن اجتمعت أكثرية أخرى بمبادئ أخرى. أخبرنا التاريخ كثيرا بكذا مجتمعات، ومازال هذا جارياً، وسيظل يحدث إلى انتهاء البشرية، فـ"المغلوب مولع دائماً بالاقتداء بالغالب". وكلما تغير ذاك الغالب، جاءت قوانين أخرى مبنية على قواعدَ هشّة لا أساس لها اقتدى بها البقية، فأصبح العدل مقترناً بهم.
إله كالبشر
يوجد آلهة في كل مكان وبأشكال مختلفة وعديدة، حيث أن تعريف كلمة “إله” الحقيقي لم يعد كما كان من المفترض به أن يكون : قوة لا يفوقها وأول ليس قبله وآخر ليس بعده وظاهر فلا أظهر منه وباطن فلا أخفى عنه شيء، محيط بكل شئ علما فلا أعلم منه \ وخالق لكل شيء فلا خالق سواه وتُصمد إليه كل الأمور ويُُرجى رضاه ويُهاب غضبه دون أي شيء.
.لذلك كلٌ يتخذ الهاً، لذات السبب : بحثاً عن الحقيقة المطلقة
حتى الجذور
لكل منا أسبابه الخاصة كي لا يُنهي حياته بيديه. وتلك الأسباب عادة ما تكون وراء هؤلاء الذين يختارون نقيض ذلك تماما إن أصاب صياد ظلا ظنا خاطئا منه أنه فريسة، فسيبيت بلا صيدٍ ولا أسهم. مثال سأسقطه على ما نعيش في هذه . الدنيا
كل ما هو حي ينفِر من اﻷلم. ونحن نعيش حياتنا محاولين أن نُبقي على ميزان الراحة والكَبَد معتدلاً، إلا أننا ما نلبث حتى ننسى أنه ميزان لابد أن يحتوي على كفتين لكل منهما وزن تحمله.