إله كالبشر
يوجد آلهة في كل مكان وبأشكال مختلفة وعديدة، حيث أن تعريف كلمة “إله” الحقيقي لم يعد كما كان من المفترض به أن يكون : قوة لا يفوقها وأول ليس قبله وآخر ليس بعده وظاهر فلا أظهر منه وباطن فلا أخفى عنه شيء، محيط بكل شئ علما فلا أعلم منه \ وخالق لكل شيء فلا خالق سواه وتُصمد إليه كل الأمور ويُُرجى رضاه ويُهاب غضبه دون أي شيء.
.لذلك كلٌ يتخذ الهاً، لذات السبب : بحثاً عن الحقيقة المطلقة
في حال اعتقدت ذلك، فلا مفر لك سوى أن تعترف بأن ما يمليه عليك وما يأمرك به لا يمكن بحال أن يتغير إلا أن يشاء; كل المخلوقات إذن يجب أن تسلم بذلك، لا بد. ولكن ، وحيث أنه يوجد آلهة - مزعومة - عديدة مخالفين ومضادين لبعضهم البعض ، فنحن نبتعد أكثر عن تلك الحقيقة. مثال لتلك الـ"آلهة" المزعومة - التي تنافي في ذاتها مفهوم كلمة (إله). وهنا نضرب مثلًا بـ “إله” خيالي اخترعناه
Meek وتعني بالعربية “وديع” وتستخدم لتصف الشيء الـ"ضعيف". هو إله من تلك الـ"آلهة" المزعومة. بالتأكيد إذا وُصف الاله بكلمة واحدة فلن تكون “الضعيف”. الضعف مما لا شك فيه يقتضي الاتصاف بما يتعارض مع تعريف الـ"إله". لذلك
. فهذا “الضعيف” لا وجود له كإله
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
سورة الأنبياء - آية 22
حُكم الإله لا يمكن أن يُعبر عنه بحال سوى أنه حقيقة مطلقة ثابتة، فما دون ذلك يتعارض مع تعريف الإله جملة وتفصيلا. وفي حال زُعم أنه يوجد أكثر من إله لا بد أن يتعارضوا بطريقة أو بأخرى، وفي تلك الحال يصبح لدينا أكثر من حقيقة - مطلقة - وهو ما لا يقبله عقل سليم حيث لا يمكن بحال أن يتحقق الضدان في محمول واحد
نحن نحكم على الأشياء بالمنطق. وذلك المنطق - أو ما يمكن أيضا أن نسميه أيضا بالحجة أو العقل - مطلق . به نحكم على الأشياء ونقيس عليه ونحقق على ما يدور حولنا. هكذا خُلقنا نثق به. ولا يحتاج لأن ينتج ذلك العقل شيئا سوى أن يدرك ما حوله، مع بعض التجارب والخبرات منطلقا من المبادئ العقلية الضرورية الفطرية. ولا يمكن - كما قلنا مسبقاً - أن يسلّم لضدين في نفس الوقت
لكي تعرّف الـ"إله" بحق، فلا يمكن بحال أن تخبر عنه بأسلوب النكرة، بل يجب أن يُعرف ب"الألف واللام" لتحقيق التعيين والتخصيص والمعرفة. فيصبح “الله” هو الفرد الحق الصمد، المستحق بالعبادة والألوهية، خالق كل شيء
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
سورة الشورى - آية 11
باختلاف “الضعيف Meek” الذي قد يُجبر على أن يُسلّم لإله أعلى منه، لا يملك أمرا مطلقا لشيء، ولا يُوصف بالأقوى. حاله كحال كل تلك الالهة المزعومة، ويبقى الله ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير
الله هو الحاكم لكل شيء. أوامره ونواهيه مطلقة وحق كيفما تصورناها. فالله غالب على أمره
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
سورة الأنبياء - آية 22
الحق والباطل الذي يشرعه الله لنا ، خُلق للبشر لكي يحكّموه فيما يجري بينهم. وليس ليحكّموه على الله. وحتى وإن حاولوا جاهدين فلن يجدي ذلك نفعاً، فالله تعالى أسمى وأعلى. مهما غرتنا الحياة وأخذنا الكبرياء ، فكلٌ أفعاله أحاط الله بها ، ومصيره محتوم، وسيٌسأل
قد يصيب ذلك البعض بالضيق وأحيانا بالغضب، وحتى الرفض. ولكن كل ذلك سيؤثر على مصيرنا في هذه الحياة، وسيفعل الله ما يشاء
بدون الله، كل شيء نسبي، كل شيء يمكن التبرير له وإلباسه لباس فوق جلدته. فوجودنا العبثي صدفة. رغبتنا الحرة محدودة. إن لم تُسن بما هو أسمى من ذلك الإنسان، فهي مقبولة، وكل شيء مباح. حياة كهذه لا معنى لها، فوضوية، مليئة باللا معنى، هائمين فيها لا تستحق العيش، فعلى كل حال، الكل سواء والمصير معلوم لكل ذوي البشر. هي حياة لا تستحق العيش. في هذه حال، لا بد - ولا شيم - أن أضع حداً لهذه الحياة المملة، الكئيبة، المّرة
Such there is Night، not Night as ours—Unhappy Folk
— J.R.R. Tolkien.
The Unhappy Folk: unhappyfolk.org
Telegram: unhappyfolk.t.me
Mail: msg@unhappyfolk.org